روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات أسرية | الأسرة المسلمة.. ومحاولات تفكيكها

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات أسرية > الأسرة المسلمة.. ومحاولات تفكيكها


  الأسرة المسلمة.. ومحاولات تفكيكها
     عدد مرات المشاهدة: 2883        عدد مرات الإرسال: 0

الأسرة هي نواة المجتمع في التشريع الإسلامي, ففصل الله عز وجل في التشريع القرآني عن الأسرة, بينما أحال الكثير من كليات الدين إلى السنة

الأسرة هي نواة المجتمع في التشريع الإسلامي, ففصل الله عز وجل في التشريع القرآني عنالأسرة, بينما أحال الكثير من كليات الدين إلى السنة المطهرة.

واليوم وفي هدوءتام, وعلى مدار سنوات طويلة تجري محاولات لتفكيك مفهوم الأسرة وقيمتها من المجتمع.. فما هي محاولات تفكيك الأسرة المسلمة, وما دور الإعلام في هذا الدور؟

 شَرَعَ اللهُ عزَّ وجلَّ نظامًا محكمًا للبناء المجتمعي القيمي فيالإسلام, فشَرَعَ لكلِّ شيءٍ منهجًا وسبيلًا, وترك التفاصيل-على الأغلب- لأهلالزمان, فيفقهون المنهج والطريق, ويسعون لإحلال شرع الله ورضاه في الأرض ليكونواخلفاء فيها.

إلا أنَّ  اللهَ عزَّ وجلَّ فصَّلَ في شيءٍ واحد تفصيلًا شديدًا, فلم يترك فيه إلاالقليل للسنة المطهرة, ثم أقل من ذلك للاجتهاد.

ذلك الأمر هو "الأسرة", فالأسرة هي نواة المجتمع في التشريع الإسلامي,ففصَّلَ الله عزَّ وجلَّ في التشريع القرآني عن الأسرة, بينما أحالَ الكثيرَ منكليَّات الدين إلى السنة المطهرة, وفي هذا عبرة لمن أراد أن يعتبر..!

وقد تضمَّنَ التشريع القرآني أحكام الزواج والطلاق والمواريث والرضاع, بل إنَّ الشرعالعظيم وصل بذلك إلى حدِّ تحديد فترة الرضاع.

وتنشأعن الأسرة في الإسلام مفاهيم شديدة الخطورة والأهميَّة تتعلَّقُ بالعلاقاتالمجتمعيَّة التي بالضرورة والإلزام تُؤدِّي إلى مفاهيم قيميَّة وثقافيَّة أخرى,فعلى سبيل المثال كلمة الرَّحِم وما يقصد به في السياق التشريعي "أنَّالرَّحِم هو مجموع العلاقات الشرعيَّة التعبديَّة التي تنشأ عن زواجٍ شرعيٍّ ومايترتب عنه من نسلٍ".

ودليلُ ذلكَ أنَّ ابن الزنى لا يُلحَقُ بوالدِهِ شرعًا, بل يُلحَق بِأمهِ ضرورةً, علىالرغم من أنَّه ابن أبيه بيولوجيًّا, فتتبين أنَّ العلاقات الرحِمية تعتبر باعتبارالشرع, وتبدأ من اللحظة التي يتم فيها زواج شرعي قائم على سنة الله ورسوله[1].

بلإنَّ الله عزَّ وجلَّ قد قرن الأسرة بأصلِ التوحيد, فقال: {يَاأَيُّهَا النَّاس اتَّقوا رَبَّكُم الَّذي خَلَقَكُم مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍوَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وبَثَّ منها رِجَالًا كثيرًا ونساءً واتَّقُوا اللهالَّذي تَسَآءَلُونَ بِهِ والأَرْحَام إنَّ الله كان عليكم رقيبًا}.

ويوضّح أهميَّة الأسرة أيضًا ما حدث في روسيا ودول أوروبا الشرقية ذات الأغلبية المسلمةالتي حُكِمَت على مدار قرون بالحكم الشيوعي الإلحادي الرافض لأي تصالح مع أي دينأو حتى قيمة دينية؛ حيث كانت الأسرة  المسلمة هي رماد العنقاء الذي ينبعث من تحتالرماد فيقوم طائرًا مكتمل البنيان بقوته.

فَنَهَضَت تِلكَ الأُسَر بَعْدَ زوالِذلكَ الحُكمُ المُلحِدَ لتكون كما كانت أسرًا مسلمةً, لم يحفظها إلا التمسكبالتشريع الإسلامي في الأسرة والقيم الإسلامية الأسرية.

معول الهدم!

اليوم وفي هدوءٍ تام, وعلى مدار سنوات طويلة تجري محاولاتٍ لتفكيك مفهوم الأسرة وقيمتهامن المجتمع, في تعدٍ على الأدوار والمهام, وتقليل من قيمة المرأة على مستوىالمقام.

وإنني إذ أهتم بمجال الإعلام فإنَّني أحاول أنْ أرصد بعض الممارسات الإعلاميَّة التيتبدو بريئة جدًا إلا أنها في الحقيقة ترسب مجموعة من القيم اللاأسرية, وسأتحدثبشكل عام ثم أخصص.

فاصطحاب الرجل لمرأة لا تحل له وفعل ما يحلو لهما تحت اسم الحب شيء لا ضرر فيه, على الرغممن أن هذا الفعل شرعيًا لا يطلق عليه أي شيء إلا "زنا"..!

أرجو أن تحصوا كم الأفلام التي تعرض مثل هذه المشاهد ومقدماتها تحت أي اسم غير اسمالزنا..

نعم قد لا يقبل بناتنا وأبنائنا أن يقوموا بمثل هذا الفعل الآن, إلا أنه يصبح عاديًا..

يصب حالعشيق والعشيقة والحبيب والحبيبة أمرًا معتادًا بدون أي رابط شرعي ويحل لهما كلشيء تحت اسم الحب..

ومسكين والله هذا الحب الذي يدنسونه في كل لقطة ومنظر مثل هذا..!

شاهدوا واحصوا كم مرة يعرض فيها خيانة الزوج لزوجته وخيانة الزوجة لزوجها ويصبح الأمرمبررًا وعاديًا أيضًا تحت اسم الحب ولا تعليق..!

يقول الممثل لزميله "بحبها..أعمل ايه؟!" أي أن الحب مبررٌ للخيانة والفجور..

كم من مرة ظهرت المرأة متجبرة متكبرة على زوجها, لا تتوانى عن سبه وضربه وشتمه إناقتضى الأمر, بشكلٍ مقزِّز يُثير الاشمئزاز, ثم نموذج آخر للمرأة العاملة الكادحةبصفتها نموذجًا مثاليًّا للمرأة كما ينبغي, أما المرأة كأم فهي غير موجودة وإنوُجِدَت فهى الفاشلة المظلومة المهضوم حقها.

ونضيف إلى ذلك الأسر المفككة التي لا حصر لها, والعلاقات غير الشرعيَّة التي لا تعد فيالمسلسل أو الفيلم الواحد, بل إن الطبيعي الآن أن يكون الزواج عن حب, فالفتاة لابد أن تعيش قصة حب "في الحرام" مع من ستنتقل معه للحلال بعد فترة معتبرةبلا إطار شرعي يؤطر للعلاقة, وهذا ليس تجريمًا للحب بل تجريم لأي فعل خاطئ يخالفالشرع!

وهذه المشاهد وغيرها لا تحمل إلا رسالة بسيطة, نصها: "عزيزتي المرأة: إمَّا أنْتكوني أمًا مظلومة.. أو عاملة قوية منصورة!", ولا جمع بين الأمرين..
زهرة!

مسلسل درامي مثل "زهرة وأزواجها الخمسة", وفيه امرأة تتزوج خمس مرات, وكلهازواجات فوق بعضها, ومن أجل الحبكة الدرامية فإنَّه يبرر ذلك بعدم علمها بأنهامازالت على ذمة كل واحد من أزواجها!

زهرة سيدة أعمال تسافر هنا وهناك, على الرغم من وجود طفلين لا يأتون في السياق الدراميإلا نادرًا جدًا!

العجيب أن زوجها الثاني بعد زواجها من اثنين بعده حين سأله صديقه "أتقبل زواجها بعدأن تزوجت اثنين؟", فيجيبه: "وماله.."!

فالمسلسل لا يُجرِّمُ كثيرًا تعدد العلاقات على الرغم من اعترافه بخطئها, أي أنَّه وفيالمستقبل سنرى مثلما نرى في المجتمعات الأجنبية من تعدد علاقات تحت اسم الشريك فيالسكن والعشيق واختفاء تدريجي لمؤسسة الأسرة أما الأطفال فحدث ولا حرج عن مصيرهمالمظلم..!

هذا المسلسل وغيره كثير يتفق مع ما وَقَّعَت عليه مصر والعديد من البلدان العربية مناتفاقيات تقضي بحرية المرأة الكاملة في جسدها, حيث يصبح من حقها العلاقات المتعددةوالإجهاض وغيره من الأشياء المحرمة تحريمًا كاملًا ومغلَّظًا..

وهوما صرَّحَت به إحدى المسئولات النسائيَّات في مصر بقولها: إنَّ المسلسلاتوالمنتجات الإذاعية والتلفزيونية تساهم في تقبل الشعب المصري بالتدريج لاتفاقياتمؤتمر بكين واتفاقيات المساواة والمرأة بالإضافة إلى التعديلات في القوانين.. إلىآخره.

ومنتلك التعديلات التي قصدتها المسئولة[2]:

 إلغاء قوامة الرجل في الأسرة, إلغاء رب الأسرة, إلغاء ولاية الأب على ابنته البكر فيالزواج, تجريم التعدد, رفع سنّ الزواج وفي نفس الوقت تيسير الاعتراف بالاقترانالسري وإعطاء النسب لأبناء الزنا, المساواة في المواريث, نزع سلطة الطلاق من الرجلوإعطائها للقضاء.

إعطاء الزوجة حرية السفر والتنقل بدون إذن الزوج, رفع سن حضانةالأم المطلقة لأبنائها ومن ثم حرمانهم من رعاية الأب, التضييق على الآباء في رؤيةأبنائهم في حالة الطلاق.

ومنها أيضًا؛ ابتداع جريمة "الاغتصاب الزوجي" وفرض عقوبات تصل إلى السجنوالغرامة المالية, الخط الساخن للنساء, الخط الساخن للأطفال...

وغيرها الكثير من التعديلات القانونية التي أُدخلت على قوانين الأسرة والأحوال الشخصية في العالمالعربي, والتي تؤدي في نهاية المطاف إلى تضييق السبيل إلى الزواج الشرعي, وفتحالباب على مصراعيه أمام الزنا والعلاقات المحرمة.

ناهي كعن إدماج ما يسمى بـ"حقوق المرأة" و"المنظور الجندري" أو"النوع الاجتماعي" في مناهج الدراسة من خلال "حقوق الإنسان".

وهي تحمل نفس الفكر المشوه, والخطير, والذي يستند بالأساس إلى إلغاء كافة الفوارقبين الرجل والمرأة, واعتبار أي فارق بينهما سواء في الأدوار أو التشريعات"تمييزًا ضدّ المرأة" يجب إلغاؤه والقضاء عليه!

[1] الفطرية للدكتور فريد الأنصاري.

[2] راجع لقاءات المنتدى العالمي للمرأة المسلمة (الدكتورة كاميليا حلمي).

الكاتب: إلهام زيدان

المصدر: موقع الإسلام اليوم